الزاهد (مهنا ابن الشيخ إبراهيم) بن القدوة مهنا الفوعي بالفوعة في خامس عشر شوال ، ورثيته بقصيدة أولها :
اسأل الفوعة الشديدة حزنا |
|
عن مهنّا هيهات أين مهنّا |
أين من كان أبهج الناس وجها |
|
فهو أسمى من البدور وأسنى |
ومنها :
أين شيخي وقدوتي وصديقي |
|
وحبيبي وكل ما أتمنى |
كيف لا يعظم المصاب لصدر |
|
نحن منه مودة وهو منّا |
جعفريّ السلوك والوضع حتى |
|
قال عبس عنه مهنّا مهنّا |
أي قلب به ولو كان صخرا |
|
ليس يحكي الخنساء نوحا وحزنا |
أذكرتنا وفاته بأبيه |
|
وأخيه أيام كانوا وكنّا |
وهي طويلة (١).
كان جده مهنا الكبير من عبّاد الأمة وترك أكل اللحم زمانا طويلا لما رأى من اختلاط الحيوانات في أيام هولاكو لعنه الله ، وكان قومه على غير السنة فهدى الله الشيخ مهنا من بينهم وأقام مع التركمان راعيا ببرية حران ، فبورك للتركمان في مواشيهم ببركته وعرفوا بركته ، وحصل له نصيب من الشيخ حياة بن قيس بحران وهو في قبره وجرت له معه كرامات ، فرجع مهنا إلى الفوعة وصحب شيخنا تاج الدين جعفر السراج الحلبي وتلمذ له وانتفع به وصرفه مهنا في ماله وخلفه على السجادة بعد وفاته ، ودعا إلى الله تعالى ، وجرت له وقائع مع الشيعة وقاسى معهم شدائد وبعد صيته وقصد بالزيارة من البعد ، وجاور بمكة شرفها الله تعالى سنين ثم بالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، وجرت له هناك كرامات مشهورة بين أصحابه وغيرهم ، منها أن النبي صلىاللهعليهوسلم رد عليهالسلام من الحجرة وقال : وعليك السلام يا مهنا. ثم عاد إلى الفوعة وأقام بها إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى في المحرم سنة أربع وثمانين وستمائة.
وجلس بعده على سجادته ابنه الشيخ إبراهيم ، فسار أحسن سيرة ودعا إلى الله تعالى
__________________
(١) هي في ستة وعشرين بيتا موجودة في ديوانه في صحيفة ٢٦٦.