بالمهمازية. وأنشأ قراسنقر رباطا أيضا بحلب ، قاله شيخنا. وقد كان الشيخ عز الدين الحاضري شيخ القراء بهذه التربة ، فتوزع في ذلك لأنه لا يقرأ السبع ، ومن شرط واقفها قراءة السبع ، فرحل إلى القاهرة وقرأ السبع ورجع. وقد وقفت على كتاب الوقف وفيه قراء. وهذا المكان له أوقاف كثيرة غير أنها في يد أولاد مواليه ولا يصرف منها شيء فلا حول ولا قوة إلا بالله ا ه.
أقول : هذه التربة تعرف الآن بجامع المقامات ، ولا زال عامرا تقام فيه الجمعة. وله منارة مرتفعة مربعة الشكل على بابه الشمالي ، وبجانب هذا الباب جرنان كبيران كان وراءهما سبيل وهو معطل الآن ، وقد كتب في الجدار فوق هذا السبيل :
(١) البسملة. أمر بإنشاء هذا السبيل المبارك المولى الأمير الكبير المجاهد المرابط الخاضع لربه المنان المفتقر إلى.
(٢) عفو الله والرضوان شمس الدنيا والدين قراسنقر الجوكندار المنصوري الناصري نائب السلطنة الشريفة بحلب المحروسة أثابه.
(٣) الله تعالى وضاعف له الحسنات وجعل ذخره الباقيات الصالحات. كتب في المحرم سنة ثلاث وسبع ماية من الهجرة النبوية.
وللجامع قبلية صغيرة فيها أربعة قبور ، اثنان في شرقيها وقد كتب على أحدهما وهو الذي يلي جدار القبلة :
(١) هذه تربة العبد الفقير إلى رحمة الله ورضوانه الأمير ناصر الدين محمد بن الأمير.
(٢) شمس الدين قراسنقر الجوكندار الملكي المنصوري توفي الليلة.
(٣) المسفرة عن الخميس سلخ جمادى الآخرة سنة تسع وسبعماية غفر الله له ولوالديه ا ه.
والقبر الثاني لا كتابة عليه.
والقبران اللذان في غربي القبلية هما قبر قشتمر المنصوري وقبر ولده محمد ، وقد ذكرت ذلك في الجزء الثاني في صحيفة (٣٦٤). وشرقي القبلية قبة داخلها خمسة قبور قديمة لا كتابة على ألواحها ، أحدها قبر المترجم المهمازي ، لكني لا أعلمه على التعيين. وهذه القبلية