والشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان شيخ الرافضة والشريف محمد الحراني. وكان عسرا في الرواية ذعرا وثقه ابن أبي الفوارس ، وقال ابن أسامة الحلبي : لو لم يكن للحلبيين من الفضيلة إلا أبو محمد الحسن بن أحمد السبيعي لكفاهم.
كان وجيها عند سيف الدولة وكان يزوره في داره ، وصنف له كتاب التبصرة في فضيلة العترة المطهرة ، وكان له في العامة سوق ، وهو الذي وقف حمام السبيعي على العلويين. توفي السبيعي في سابع عشر ذي الحجة. قال الحاكم سألت أبا محمد السبيعي الحافظ عن حديث إسماعيل بن رجاء فقال : لهذا الحديث قصة ، قرأ علينا ابن ناجية مسند فاطمة بنت قيس سنة ثلثمائة فدخلت على الباغندي فقال : من أين جئت؟ قلت : من مجلس ابن ناجية ، فقال : أيش قرأ عليكم؟ قلنا : أحاديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس ، فقال : مر لكم عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي ، فنظرت في الخبر فلم أجد ، فقال : اكتب : ذكر أبو بكر بن أبي شيبة ، قلت : عمن؟ ومنعته من التدليس ، فقال : حدثني محمد بن عبيدة الحافظ ، حدثني محمد بن الأثرم ، نا أبو بكر ، نا محمد بن بشير العبدي عن مالك بن مغول عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قصة الطلاق والسكنى والنفقة. ثم انصرفت إلى حلب وكان عندنا بحلب بغدادي يعرف بابن سهل فذكرت له هذا الحديث فخرج إلى الكوفة وذاكر أبا العباس بن سعيد ، فكتب أبو العباس هذا الحديث عن ابن سهل عني عن الباغندي ، ثم اجتمعت مع فلان يعني الجعابي فذاكرته فلم يعرفه ، ثم اجتمعنا برملة فلم يعرفه ، ثم اجتمعنا بعد سنين بدمشق فاستعادني إسناده تعجبا ، ثم اجتمعنا ببغداد فذكرنا هذا الباب فقال : ثنا علي بن إسماعيل الصفار ، ثنا أبو بكر الأثرم ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، ولم يدر أن الأثرم غير ذاك ، فذكرت قصتي لفلان المفيد وأتى عليه سنون فحدث بالحديث عن الباغندي ، ثم قال السبيعي : المذاكرة تكشف عوار من لا يصدق.
قال الخطيب : كان ثقة حافظا مكثرا حافظا عسرا في الرواية ، ولما كان بأخرة عزم على التحديث والإملاء وتهيأ لذلك فمات. حدث عنه الدارقطني : سمعت السبيعي يقول : قدم علينا الوزير أبو الفتح بن خنزابة إلى حلب فتلقاه الناس فعرف أني محدث ، فقال لي : أتعرف إسنادا فيه أربعة من الصحابة؟ فذكرت له حديث عمر في العمالة ، فعرف لي ذلك وصار لي به عنده منزلة ا ه (ذهبي من وفيات سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة).