وأبا زكريا يحيى بن مسعر بن محمد. روى عنه أخوه أبو العلاء وولده عبد الله بن محمد القاضي وأبو سعد السمان. وولد ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
ومن شعره ما أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن سليمان قال : أنشدني أبي أبو اليسر شاكر قال : أنشدني جدي أبو المجد محمد بن عبد الله قال : أنشدني أبي عبد الله قال : أنشدني أبي أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان لنفسه وقد اجتاز بقبر صديق له :
سقا قبرك المهجور صوب تجاوز |
|
عميم الرضى جمّ اللها والمكارم |
إذا طلعت يوم الحساب سحابة |
|
محت بقضاء الله صحف الجرائم |
وتوفي أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان سنة ثلاثين وأربعمائة وعمره خمس وسبعون سنة ، وله ولدان وليا قضاء معرة النعمان : أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن سليمان ، ولكل منهما عقب مذكور.
فأما أبو محمد عبد الله بن محمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان التنوخي ابن أخي أبي العلاء قاضي معرة النعمان فإنه روى عن أبيه أبي المجد وعمه أبي العلاء أحمد ، وتولى خدمة عمه بنفسه ، وكان برا به ، وكان يكتب لعمه أبي العلاء تصانيفه ويكتب عنه بإذنه السماع والإجازة لمن يطلب ذلك من عمه. روى عنه ابنه أبو المجد محمد بن عبد الله بن محمد ، وولي قضاء معرة النعمان بعد عزل ابن أبي حصين عنه لأمر أنكر على ابن أبي حصين. وكانت ولايته القضاء في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة على كره من عمه أبي العلاء. وكان مولده بمعرة النعمان سنة سبع وتسعين وثلاثمائة ، وله ديوان شعر ورسائل حسنة ، وتولى القضاء بمعرة النعمان وخطابتها والوقوف بها ، وكان يخدم عمه أبا العلاء ويعلله في مرضه ، فقال فيه أبو العلاء :
وقاض لا ينام الليل عنّي |
|
وطول نهاره بين الخصوم |
يكون أبرّ بي من فرخ نسر |
|
بوالده وألطف من حميم |
سأنشر شكره في يوم حشر |
|
أجل وعلى الصراط المستقيم |
ودفع إليّ أبي الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن علي إمام الكلّاسة بدمشق جزءا بخط