فدنية الأشعار تصقل خاطري |
|
مثل الحسام جلوته بالمدوس (١) |
وتوفي أبو الهيثم سنة خمس وأربعمائة وخلف ولد واحدا ذكرا وهو أبو نصر زيد بن عبد الواحد بن عبد الله ، قرأ على عمه أبي العلاء وجمع له أبو العلاء شعر والده أبي الهيثم. أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن شاكر بن عبد الله قال : أنشدني أبي شاكر قال : أنشدني جدي أبو المجد قال : سمعت أبا العلاء ينشد زيد بن عبد الواحد بن عبد الله بن سليمان من شعر والده أخيه أبي الهيثم ، وكان جمع له شعر والده أخيه وكان أخوه قدم على (سياث) فوجد بها رجلا يقلع حجارة وكتب على حائط من حيطانها بمعول :
مررت بربع من سياث فراعني |
|
به زجل الأحجار تحت المعاول |
تناولها عبل الذراع كأنما |
|
جنى الدهر فيما بينهم حرب وائل |
أمتلفها شلّت يمينك خلّها |
|
لمعتبر أو زائر أو مسائل |
منازل قوم حدثتنا حديثهم |
|
فلم أر أحلى من حديث المنازل |
قرأت بخط بعض المعرّيين على ظهر كتاب : ولد الشيخ أبو نصر زيد بن عبد الواحد ابن عبد الله بن سليمان سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة ، وتوفي سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ، فقد كان عمره أربعا وأربعين سنة. وله ولد اسمه منافر وقف بخطه كتبا من تصانيف عم أبيه أبي العلاء تدل على فضله وحسن نقله ، وليس له عقب بالمعرة ولا غيرها.
وأما أبو العلاء فهو الذي وضع هذا الكتاب في ذكره ، وسنذكر مولده وأحواله وشيوخه ووفاته إن شاء الله تعالى.
وأما الولد الأكبر فهو أخو أبي العلاء أبو المجد محمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد ابن سليمان والعقب الموجود إلى الآن من ولده ، وكان فاضلا أديبا شاعرا ، وله ديوان شعر مجموع ، سمع بمعرة النعمان أبا أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد ابن الحريص البزار ،
__________________
(١) قال ياقوت في معجم الأدباء : وهو القائل في الشمعة :
وذات لون كلوني في تغيره |
|
وأدمع كدموعي في تحدرها |
قد سهرت لي وباتت لي مسهرة |
|
كأن ناظرها في قلب مسهرها |
وله أيضا :
قالوا تراه سلا لأن جفونه |
|
ضنت عشية بيننا بدموعها |
ومن العجائب أن تفيض مدامع |
|
نار الغرام تشب في ينبوعها |