وتوفي أبو محمد عبد الله بن سليمان والد أبي العلاء بمعرة النعمان سنة خمس وتسعين وثلاثمائة (١) ، وقال فيه أبو العلاء ابنه يرثيه من أبيات أجازها لنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قال : أنشدنا موهوب بن الخضر بن الجواليقي قال : أنشدنا يحيى بن علي التبريزي قال : أنشدنا أبو العلاء المعري يرثي أباه :
أبي حكمت فيه الليالي ولم تزل |
|
رماح المنايا قادرات على الطعن |
فيا ليت شعري هل يخفّ وقاره |
|
إذا صار أحد في القيامة كالعهن |
وهل يرد الحوض الرويّ مبادرا |
|
مع الناس أو يأبى الزحام فيستأني |
وخلف أبو محمد عبد الله بنين ثلاثة : أبا المجد محمد بن عبد الله وهو الأكبر (٢) والموجود الآن من بني سليمان كلهم من عقبه ، وأبا العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان وهو يلي أبا المجد في السن ، وأبا الهيثم عبد الواحد بن عبد الله وهو أصغر الأخوة الثلاثة.
فأما أبو الهيثم عبد الواحد بن عبد الله بن سليمان فكان شاعرا مجيدا ، روى عنه أبو العلاء شيئا من شعره وجمع شعره لولده زيد بن عبد الواحد. ذكر أبو غالب همام بن المهذب في تاريخه أن أبا الهيثم ولد في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، وقرأت بخط أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان : ولد الشيخ أبو الهيثم عبد الواحد بن عبد الله بن سليمان سنة سبعين وثلاثمائة ، وله شعر مدون جمعه أخوه أبو العلاء لابنه زيد ، منه ما أنشدنا أبو إسحاق إبراهيم بن أبي اليسر بدمشق قال : أنشدني أبي شاكر بن عبد الله قال : أنشدني جدي أبو المجد بن عبد الله بن محمد قال : أنشدني الشيخ أبو العلاء أحمد بن عبد الله قال : أنشدني أخي أبو الهيثم لنفسه يخاطب بعض الشعراء :
زدني من الشعر الذي استنبطته |
|
من فكرك المتصرف المستجلس |
__________________
(١) ذكر ياقوت أن وفاته كانت بحمص سنة ٣٧٧.
(٢) من نظمه كما في معجم الأدباء :
كرم المهيمن منتهى أملي |
|
لا ينتهي أجري ولا عملي |
يا مفضلا جلت فواضله |
|
عن بغيتي حتى انقضى أجلي |
كم قد أفضت عليّ من نعم |
|
كم قد سترت عليّ من زللي |
إن لم يكن لي ما ألوذ به |
|
يوم الحساب فإن عفوك لي |