شاكر ، سافر إلى مصر ولقي الأفضل أمير الجيوش فلزمه ، وولد بمعرة النعمان يوم الأربعاء التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
ومن شعره ما أخبرنا به أبو نصر بن محمد بن هبة الله بن الشيرازي القاضي إذنا ، وقد لقيته بدمشق وسمعت منه قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي قال : أنشدني أبو اليسر قال : كتب إليّ والدي من مصر :
يا غائبا مسكنه مهجتي |
|
وحاضرا وليس بالحاضر |
صوّره شوقي إليه فما |
|
يريم من قلبي ومن ناظري |
جفا رقادي بعده مقلتي |
|
واستودعت وحشته خاطري |
توفي أبو محمد عبد الله هذا في حياة أبيه بمصر يوم الجمعة للنصف من شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وخمسمائة ودفن بالقرافة بقرب روضة الشافعي رضياللهعنه ، وله ولدان : أبو اليسر شاكر وأبو الفضائل عبد الكريم ابنا عبد الله بن محمد. فأما أبو الفضائل عبد الكريم بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان فهو الأصغر ، وكان شاعرا فاضلا ممدحا ، روى عنه أخوه أبو اليسر شيئا من شعره ، وكان مولده في الثامن من شوال سنة ثماني عشرة وخمسمائة بحماة ، ونشأ بها ، ورباه جده القاضي أبو المجد محمد بن عبد الله وأخوه أبو اليسر ، وكان والده أبو محمد قد سافر إلى مصر كما ذكرناه وتركه طفلا ومات بمصر ، فاشتمل عليه جده وأخوه ونشأ نشأة حسنة ، وكان زاهدا كريما ورعا كثير الصدقة والمعروف كثير التلاوة للقرآن.
كتب إلينا غير واحد من شيوخنا بالإجازة عن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد ابن سليمان قال : أنشدني أخي يعني عبد الكريم لنفسه أبياتا عملها وقد اجتاز بجسر ابن شوّاش (١) في زمن الربيع (بياض بالأصل) يعني بدمشق (مثله) :
مررت بالجسر وقد أينعت |
|
رياضه بالخرّد العين |
ظباء أنس كالدمى قادني |
|
حتفي إليهن وتحييني |
جسر ابن شوّاش الذي لم تزل |
|
فيه العيون النجل تسبيني |
ونشر عطر فاغم لم أزل |
|
أموت من شوق فيحييني |
__________________
(١) ابن شوّاش : رجل نسب إليه موضع من منتزهات دمشق (ياقوت).