وكان قلبي في الهوى طائعي |
|
وعاصيا من كان يغويني |
ولم يجبه للذي سامه |
|
من الخنا قلبي فيصبيني |
فسرت عنهن سرى مسرع |
|
مخافة منها على ديني |
فالحمد لله الذي لم يزل |
|
إلى سبيل الرشد يهديني |
أخبرنا أبو نصر الشيرازي كتابة قال : أخبرنا أبو القاسم الحافظ قال : قال لي أخوه أبو اليسر : كان مرضه عشرة أيام بالسعال ، ونفث الدم العبيط ومات ميتة سهلة ، قال لي : قد وجدت الساعة راحة عظيمة ولذة تشبه لذة النوم ، ولم يبق عندي ألم من شيء ، فقلت له : فعن إذنك أمضي إلى المسجد الجامع فأصلي الجمعة وأعود إليك ، قال : نعم ، فمضيت فأدركتني امرأة فقالت : أدرك أخاك فقد أشخص ، فعدت إليه فقضى نحبه وقت صلاة الظهر من يوم الجمعة للسابع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وخمسمائة ، ودفن بجبل قاسيون ، وكان قال لأخيه في مرضه : وقد حضرني قوم حسان الوجوه والزي نظاف اللباس طيبو الرائحة مستبشرين ، فقال له أخوه : هذه أوصاف الملائكة.
وأما أبو اليسر فهو شاكر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان المعري أبو اليسر ابن أبي محمد بن أبي المجد بن أبي محمد بن أبي المجد ابن أبي محمد ، كان كاتبا شاعرا أديبا فاضلا ، كتب الإنشاء لأتابك الشهيد زنكي بن آق سنقر ، ثم لولده نور الدين محمود بعده ، ثم استعفى وقعد في بيته. وولد بشيزر سنة ست وتسعين وأربعمائة ، ونقله والده أبو محمد عبد الله إلى عند جده أبي المجد محمد بن عبد الله إلى حماة ، فربي في حجر جده وأبيه ، وقرأ على جده الأدب وسمع منه الحديث واشتغل عليه بغير ذلك من العلوم. روى عنه الحافظ أبو القاسم بن عساكر وذكره في تاريخ دمشق وهو حي ، ولم يذكر من كان حيا في زمنه غير أربعة هو أحدهم. وروى عنه العماد أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب وأبو المواهب بن صصرى ، وروى لنا عنه ابنه أبو إسحق إبراهيم وأبو القاسم الحسين بن هبة الله بن صصرى وأبو الحسن محمد بن أحمد بن علي القرطبي وغيرهم. وتوفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من المحرم سنة إحدى وثمانين وخمسمائة بدمشق ، ودفن بسفح جبل قاسيون ، أخبرني بوفاته ولده إبراهيم. (١)
__________________
(١) انظر بقية ترجمته في وفيات هذه السنة