ومن شعره في الناعورة :
وباكية حنّت ففاضت دموعها |
|
تراها بكت من خوف بين يروعها |
لها أعين تجري بأدمع عاشق |
|
وما عرفت عشقا فمم دموعها |
وكان لشاكر أولاد جماعة ، منهم ولده أبو البركات محمد بن شاكر بن عبد الله ، سمع الحديث من الحافظ أبي القاسم الدمشقي ، وكان مولده بحلب في ذي الحجة سنة خمس وأربعين وخمسمائة. ومن شعره :
نظر الحبيب إلى المحب فتاقا |
|
ودنا إلى ذي وجده فأفاقا |
سبحان من جمع المحاسن كلها |
|
فيه فضاهى خلقه الأخلاقا |
ومنهم ولده الآخر سليمان بن شاكر شاعر حسن الشعر ، مولده بدمشق سنة خمس وخمسمائة. ومن شعره ما كتبه إلى أبيه شاكر :
تهنّ بالصوم وبالفطر |
|
وعش سعيدا آخر الدهر |
يا سيدا فاق جميع الورى |
|
بالعلم والزهد وبالذكر |
إني جدير أن أنال الذي |
|
آمل من نعماك يا ذخري |
إني إذا نافست لا أرعوي |
|
لأنني نجل أبي اليسر |
ومنهم ولده أبو العلاء أحمد بن شاكر شيخنا ، وروى عن والده أبي اليسر وعن الحافظ أبي القاسم الدمشقي ، كتبت عنه وسألته عن مولده فقال : سنة أربع أو خمس وخمسين وخمسمائة ، وتوفي بمعرة النعمان سنة ثمان وثلاثين وستمائة في شهر ربيع الأول.
ومنهم ولده الأصغر شيخنا أبو إسحاق إبراهيم بن شاكر بن عبد الله المعروف بالبهاء ، درس الفقه على مذهب الشافعي وتولى الخطابة بالمصلى ، وسيرة الملك العادل أبو بكر بن أيوب رسولا إلى حلب والموصل وغيرها. وكان فاضلا أديبا محدثا ، سمع شيخنا أبا اليمن الكندي وأبا حفص بن طبرزد وأباه شاكر بن عبد الله وأسامة بن مرشد وغيرهم ، وحدّث بشيء يسير من مسموعه وكتب عنه ، وأخبرني أن مولده سنة خمس وستين وخمسمائة. وأنشدني بدمشق قال : أنشدني أبي قال : أنشدني جدي أبو المجد لنفسه :
وعذب المقبّل رخص البنان |
|
إذا لمس العود أشجى القلوبا |
وينشقّ منه فؤاد المحبّ |
|
إذا ما المحبون شقّوا الجيوبا |