عن ابن عبّاس ، قال : لمّا نزلت : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) إلى أخر السّورة / قال : نعيت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم نفسه حين أنزلت ، فأخذ في أشدّ ما كان اجتهادا في أمر الآخرة ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد ذلك : «جاء الفتح وجاء نصر الله ، وجاء أهل اليمن» فقال رجل : يا رسول الله ، وما أهل اليمن؟ قال : قوم رقيقة قلوبهم ، ليّنة قلوبهم ، الإيمان يمان ، والحكمة يمانيّة ، والفقه يمان».
__________________
٢٣) : «رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح». ورواه الطبراني في الكبير (رقم ١١٩٠٧) وليس فيه أهل اليمن ... ، وقال الهيثمي في المجمع (٩ / ٢٣) ، (٧ / ١٤٤) : «رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة وفيه ضعف». وللحديث طريق آخر ، أخرجه الطبري في تفسيره (٣٠ / ٢١٥) من حديث الزهري عن أبي حازم عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : «الله اكبر الله أكبر جاء نصر الله والفتح جاء أهل اليمن ....» وفي إسناده الحسين بن عيسى الحنفي وهو ضعيف ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من هذا الوجه (رقم ٢٢٩٩ ـ موارد) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠ / ٥٥) : «رواه البزار وفيه الحسين بن عيسى بن مسلم الحنفي وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح».
والشطر الثاني من الحديث له شواهد منها : ما أخرجه البخاري في صحيحه (رقم ٤٣٨٨) ، (رقم ٤٣٩٠) ، ومسلم في صحيحه (٥٢ / ٨٢ ، ٨٤ ، ٨٧ ، ٨٨ ، ٨٩ ، ٩٠) ، كلاهما من طرق عن أبي هريرة ـ به.
قوله : «نعيت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم» : أي لما نزلت هذه السورة ، علم رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن أجله قد اقترب ، ونعيت من النّعي وهو الإخبار بالوفاة.