المقبول لا ترجيح لتقديم الأول على الثاني ، بل تكافئا فيتخير بالأخذ بأحدهما (ولم يعلم وجهه) أي وجه ما قاله شيخ الطائفة قده ، لأن المرسل المقبول معناه أن الراوي يثق بذلك المحذوف ، ولعله اذا ذكر اسمه لم نوثقه فهو ثقة عنده ، ولا يلزم أن يكون المحذوف ثقة عندنا.
(ومنها) : ما يتعلق بعدد الرواة مثل (أن يكون الراوي لإحدى الروايتين متعدد أو راوي) الرواية (الأخرى واحدا أو يكون رواة إحداهما) أي إحدى الروايتين (أكثر) ورواة الأخرى أقل (فان المتعدد يرجح على الواحد ، والأكثر) يرجح (على الاقل ، كما هو واضح).
لأن الظن الحاصل من خبر الجماعة ، أقوى من الظن الحاصل من الواحد ، وهكذا رواية الخمسة أرجح من حيث الصدور عن رواية الثلاثة.
(وحكى عن بعض العامة) ونقل أنه هو الكرخي (١) (عدم الترجيح) أي عدم ترجيح المتعدد على الواحد ، والأكثر على الأقل (قياسا على الشهادة والفتوى).
فكما أنه اذا قام شاهدان بأن هذا المال لزيد ، وقام أربعة أخرى بانه لعمرو ، لا ترجيح لأحدهما على الآخر ، بل يتساقطان ، او إذا أفتى مالك والشافعي وأحمد بن حنبل بحرمة شيء ولكن أفتى أبو حنيفة بحلية ذاك الشيء كما أن الحنفي يجيز الوضوء بالنبيذ ، واللبن المشوب بالماء ، ويخالفه الثلاثة (٢)
__________________
ـ واحتج (الشيخ قده) لذلك بان الطائفة عملت بالمراسيل عند سلامتها عن المعارض ، كما عملت بالمسانيد ، فمن اجاز أحدهما أجاز الآخر ، هذه عبارة المحقق قده بلفظها (المعالم ص ٢١٤).
(١) الكرخ من احياء بغداد يقع اليوم غربي المدينة ، اشتهر بالاحداث التي وقعت فيه بين الشيعة والسنة على أيام البويهيّين القرن ١٠ و ١١ (المنجد ص ـ ٥٨٦ الطبعة الحادية والعشرون).
(٢) كتاب : لما ذا اخترت مذهب الشيعة (ص ـ ٦) الطبعة الثالثة.