الاحكام الشرعية) كيف والقرآن الكريم ـ مع أنه أفصح الكلام ـ يتفاوت الفصاحة فيه حتى قال الشاعر :
كي بود تبت يدا (١) |
|
مانند يا أرض ابلعى؟ (٢) |
فالفصاحة البالغة حد الاعجاز أو ما يستبعد صدورها عن غير مثلهم عليهم الصلاة والسلام ، كعبارات نهج البلاغة ، والصحيفة السجادية وبعض كلماتهم الآخر من الخطب والمواعظ ، فهي خارجة عن محل الكلام ، فلا يكون الأفصحيّة من المرجحات ، لأنه في مقام الفتوى لا الخطبة.
(ومنها : اضطراب المتن كما في بعض روايات عمار) بن موسى الساباطي (٣) وهو ما اختلف رواة الحديث ، أو راويه فيه ، متنا أو سندا فروى مرة على وجه ، وأخرى على وجه آخر مخالف له بأن يرويه الراوي تارة عن أبيه عن جده ، مثلا ، وتارة عن جده بلا واسطة ، وثالثة عن ثالث غيرهما ، أي يروى لفظ الحديث تارة على وجه آخر يخالفه ، فتارة ينقل الراوي مثلا في الميز بين الحيض والقرحة ، بأن الحيض يخرج من جانب الأيمن ، ويقول ايضا في رواية أخرى يخرج الحيض من جانب الأيسر (٤) ولذا اختلف كلمات الفقهاء في هذا
__________________
(١) تبت : ١.
(٢) هود : ٤٤.
(٣) منها ما في الوسائل فراجع الجزء ٢ (الباب ٢٩ و ٣٠ ص ١٠٤٢ و ١٠٤٤ ـ الرواية : ٤ و ٥).
(٤) والرواية هكذا : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى رفعه عن ابان ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : فتاة منا ، بها قرحة في فرجها ، والدم سائل لا تدري من دم الحيض أو من دم القرحة ، فقال مرها فلتستلق على ظهرها ثم ترفع رجليها ، وتستدخل اصبعها الوسطى ، فان خرج الدم من الجانب الايمن فهو من الحيض ، وأن خرج من الجانب الأيسر فهو من القرحة. ـ