لكفى جواب واحد بما هم عليه ، ولما تعجب زرارة من ذلك لعلمه بفتواهم عليهمالسلام أحيانا بما يوافق العامة تقية.
وبالجملة أورد المحدث المذكور قده من هذا القبيل أخبارا (زعمها) أي الاخبار (دالّة على أنّ التقية كما يحصل ببيان ما يوافق العامّة كذلك يحصل بمجرد القاء الخلاف بين الشيعة كيلا يعرفوا) بمذهب واحد (فيأخذوا برقابهم) (١) ولعلّ السرّ في ذلك : أنّ الشيعة اذا خرجوا عنهم مختلفين كلّ ينقل عن أمامه خلاف ما ينقله الآخر سخف مذهبهم في نظر العامة وكذبوهم في نقلهم ونسبوهم الى الجهل ، وعدم الدّين وهانوا في نظرهم ، بخلاف ما اذا اتفقت كلمتهم وتعاضدت مقالتهم ، فانهم يصدقونهم ويشتد بغضهم لهم ولإمامهم ومذهبهم ويصير ذلك سببا لثوران (برانگيختن) العداوة.
والى ذلك يشير قوله (ع) : ولو اجتمعتم على أمر واحد لقصدكم الناس ، ولكان أقلّ لبقائنا وبقائكم (٢).
فحمله الأخبار على التقية ليس من باب الترجيح بين المتعارضين بل هو لرفع شبهة الاختلاف المنبئ عن عدم استقرار المذهب على شيء وبهذا اعتراض على المشهور في اعتبارهم وجود قول من العامة في الحمل على التقية.
وعلى هذا فهو حسن لا يرد عليه شيء من الايرادات ، لأنّ مراده بيان مسئلة : علميّة فتبيّن اندفاع الطّعن الذي ذكره بعض الاساطين بما ذكرناه (و) لكن (هذا الكلام) من المحدث المذكور (ضعيف) ولا يدّل على مدعاه (لأنّ الغالب اندفاع الخوف باظهار الموافقة) أي موافقة احد الخبرين (مع الاعداء ، وأما) ما ذكره المحدّث قده في كلام المتقدّم وهو (الاندفاع بمجرّد رؤية الشيعة مختلفين) وغير مجتمعين على رأي واحد (مع اتّفاقهم على مخالفتهم) للعامة
__________________
(١ و ٢) بحار الانوار : ج ـ ٢ (ص ـ ٢٣٦) الرواية : ٢٣ و ٢٤ (ط ـ الحديثة).