جميع المرجّحات) سواء كان من حيث الصدور ، أو وجه الصدور ، أو المضمون ، لأنّ مع الجمع الدّلالي العرفي يرتفع التعارض ، فلا موضوع للترجيح والتخيير الذي تضمّنه الاخبار العلاجيّة ، فتقدّم الخاص ـ كلا تكرم النحاة ، مثلا ـ وساير الأقوى دلالة على العام ـ كأكرم العلماء مثلا ـ في تلك الموارد.
(نعم لو بلغ المرجّح الخارجي) بالنسبة الى الأضعف دلالة (الى حيث يوهن الأرجح دلالة) مثلا : اذا عمل المشهور بقوله : أكرم العلماء واعرضوا عن قوله : لا تكرم النحاة (فهو) أي المرجّح (يسقطه) أي الارجح (عن الحجية ، ويخرج الفرض عن تعارض الدليلين) لخروج الأرجح دلالة ، كلا تكرم النحاة ، عن الحجية ، والدليليّة ، ففي هذه الصورة نعمل بعموم : أكرم العلماء ونطرح الخاص.
(ومن هنا) أي من قوله قده نعم الخ (قد يقدّم العام المشهور ، والمعتضد بالامور الخارجيّة الآخر على الخاص) لأنّه يكشف عن قوّة دلالة ما تخيّل أنّه أضعف دلالة ، فيرجع الى الجمع الدّلالي فالاضعف يصير أقوى دلالة ، ويقدّم على معارضه ، فهذا نوع جمع دلالي.
(وأما الترجيح من حيث السند) أي من حيث الصدور المتعدّد أسبابه على الترجيح من حيث وجه الصدور (فظاهر مقبولة ابن حنظلة) الترتيب بين المرجّحات المذكورة ، و (تقديمه) أي تقديم الترجيح من حيث الصدور (على المرجّح الخارجي) حيث قدّم فيها الترجيح بصفات الراوي كالاعدليّة والأفقهيّة والأصدقيّة والأورعيّة على الترجيح بالشهرة التي هي من المرجّحات الخارجيّة.
(لكنّ الظاهر أنّ الأمر بالعكس) أي بتقديم المرجّحات الخارجيّة على الترجيح السندي (لأنّ رجحان السند أنّما أعتبر لتحصيل الأقرب الى الواقع) فصفات الراوي من حيث هي توجب الأقربيّة الى الواقع اذ الاقربية الى الصدور ، هو أقربيته الى الواقع (فان) خبر (الاعدل اقرب الى الصدق من) خبر