الْأَعْمى حَرَجٌ) (١).
الآية. وعن ابن عبّاس نسخت بقوله : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى) (٢).
(وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) بما أمكن لكم منهما كليهما أو أحدهما على حسب الحال. وهذا يدلّ على أنّ الجهاد بالنفس والمال واجب على من استطاع بهما أو بأحدهما (ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ) من تركه (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الخير ، أو علمتم أنّه خير ، إذ إخبار الله به صدق فبادروا إليه.
(لَوْ كانَ) ما دعوا إليه (عَرَضاً) نفعا دنيويّا (قَرِيباً) سهل المأخذ (وَسَفَراً قاصِداً) وسطا (لَاتَّبَعُوكَ) لوافقوك طمعا في المال (وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ) المسافة الّتي تقطع بمشقّة.
(وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ) أي : المتخلّفون يحلفون بالله إذا رجعت من تبوك معتذرين (لَوِ اسْتَطَعْنا) يقولون : لو كان لنا استطاعة العدّة أو البدن ، فإنّهم تمارضوا (لَخَرَجْنا مَعَكُمْ) هو سادّ مسدّ جوابي القسم والشرط. وهذا من المعجزات ، لأنّه إخبار عمّا وقع قبل وقوعه. (يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ) بإيقاعها في العذاب للأيمان الكاذبة ، فإنّ الحلف الكاذب إيقاع للنفس في الهلاك ، أو لما أسرّوا به من الشرك. وهو بدل من «سيحلفون» أو حال من فاعله. (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) في ذلك ، لأنّهم كانوا مستطيعين الخروج.
(عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ (٤٣))
__________________
(١) النور : ٦١.
(٢) التوبة : ٩١.