العاجلة أو الآجلة. وقيل : فتح مكّة. (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) لا يرشدهم ، بل يخلّيهم لعنادهم.
وفي الآية تشديد عظيم ، فإنّ فيها تكليف المؤمن أن يتجرّد من الآباء والأبناء والعشائر وجميع حظوظ الدنيا لأجل الدين ، وقلّ من يتخلّص منه. اللهمّ وفّقنا لما يوافق رضاك ، حتى نحبّ فيك الأبعدين ، ونبغض فيك الأقربين.
(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (٢٥) ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (٢٦) ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٧))
ولمّا تقدّم أمر المؤمنين بالقتال ، ذكّرهم بعده ما أتاهم من النصرة حالا بعد حال ، فقال : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) يعني : مواطن الحرب ، وهي مواقعها ومواقفها. وروي عن الصادقين عليهمالسلام أنّهم قالوا : أنّها كانت ثمانين موطنا.
وروي أنّ المتوكّل اشتكى في مرضه شكاية شديدة ، فنذر أن يتصدّق بمال كثير إن شفاه الله ، فلمّا عوفي سأل العلماء عن حدّ المال الكثير ، فاختلفت أقوالهم ، فأشير عليه أن يسأل أبا الحسن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى عليهالسلام ، وقد كان حبسه في داره ، فأمر أن يكتب إليه ، فكتب : يتصدّق بثمانين درهما. ثمّ سألوه عن العلّة في ذلك ، فقرأ هذه الآية ، وقال : عدّدنا تلك المواطن فبلغن ثمانين موطنا.