لا تدخلها الواو ، كما في قوله : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَها مُنْذِرُونَ) (١) لكن لمّا شابهت صورتها صورة الحال أدخلت عليها تأكيدا ، للصوقها بالموصوف ، كما يقال في الحال : جاءني زيد وعليه ثوب.
(ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها) موضع كتابها ، أي : لم تكن أمّة فيما مضى تسبق أجلها الّذي قدّر لها ، فتهلك قبل ذلك (وَما يَسْتَأْخِرُونَ) عنه ، بل إذا استوفت أجلها أهلكها الله لا محالة. وتذكير ضمير «أمّة» فيه للحمل على المعنى ، فإنّها بمعنى القوم.
(وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦) لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧) ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ (٨) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (٩) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (١٠) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١١) كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥))
(وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) نادوا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على التهكّم. ألا ترى إلى ما نادوه له ، وهو قولهم : (إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ). ونظير ذلك قول فرعون :
__________________
(١) الشعراء : ٢٠٨.