عبد المطّلب رجلين ، ويامين بن كعب النضري ثلاثة.
(إِنَّمَا السَّبِيلُ) بالمعاتبة (عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ) واجدون الأهبة (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ) استئناف لبيان ما هو السبب لاستئذانهم من غير عذر ، كأنّه قيل : ما بالهم استأذنوا وهم أغنياء؟ فقيل : رضوا بالدناءة والانتظام في سلك الخوالف إيثارا للدعة (وَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) خذلانا وتخلية حتّى غفلوا عن وخامة العاقبة (فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) عاقبته في التخلّف.
(يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ وَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٤) سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (٩٥) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (٩٦))
قيل : إنّ ثمانين رجلا من المنافقين ، منهم جدّ بن قيس ومعتب بن قشير ، اعتذروا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في تخلّفهم لمّا قدم راجعا من تبوك ، فقال : لا تجالسوهم ولا تكلّموهم ، فنزلت : (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ) في التخلّف بالأباطيل (إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ) من هذا السفر (قُلْ لا تَعْتَذِرُوا) بالمعاذير الكاذبة ، لأنّه (لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ) لن نصدّقكم ، لأنّه (قَدْ نَبَّأَنَا اللهُ) أعلمنا بالوحي (مِنْ أَخْبارِكُمْ) بعض أخباركم ، وهو