ولم يتوبوا (وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) إن تابوا. والترديد للعباد. (وَاللهُ عَلِيمٌ) بأحوالهم (حَكِيمٌ) فيما يفعل بهم. ولمّا أخلصوا نيّاتهم وفوّضوا أمرهم إلى الله تعالى رحمهم وقبل توبتهم. وتصدّق كعب بثلث ماله شكرا لله على توبته.
وفي هذه الآية دلالة على صحّة مذهبنا في جواز العفو عن العصاة ، لأنّه سبحانه بيّن أن قوما من العصاة يكون أمرهم إلى الله ، إن شاء عذّبهم وإن شاء قبل توبتهم ، فعفا عنهم. ويدلّ أيضا على أنّ قبول التوبة تفضّل من الله سبحانه ، لأنّه لو كان واجبا لما جاز تعليقه بالمشيئة.
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاَّ الْحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٠٧) لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠٩) لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١١٠))
قال المفسّرون : إنّ بني عمرو بن عوف اتّخذوا مسجد قبا ، وبعثوا إلى رسول