غير ابن كثير ، فإنّه وقف عليها في لقمان ، في الموضع (١) الأوّل باتّفاق الرواة ، وفي الثالث (٢) في رواية قنبل ، وغير عاصم ، فإنّه فتح ها هنا اقتصارا على الفتح من الألف المبدلة من ياء الإضافة ، واختلفت الرواية عنه في سائر المواضع.
وقد أدغم (٣) الباء في الميم أبو عمرو والكسائي وحفص ، لتقاربهما.
(وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ) في الدين والانعزال.
(قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ) أن يغرقني (قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) أي : من الطوفان الّذي هو بأمره (إِلَّا مَنْ رَحِمَ) إلّا الراحم ، وهو الله تعالى.
أو إلّا مكان من رحمهمالله ، وهم المؤمنون ، أي : لا يعصمك اليوم معتصم قطّ من جبل ونحوه سوى معتصم واحد ، وهو مكان من رحمهم ونجّاهم ، يعني : السفينة.
فردّ بذلك أن يكون اليوم معتصم من جبل ونحوه يعصم العائذ به إلّا معتصم المؤمنين ، وهو السفينة. وقيل : «لا عاصم» بمعنى : لا ذا عصمة ، كقوله : في عيشة راضية. وقيل : الاستثناء منقطع ، أي : لكن من رحمه فهو معصوم.
(وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ) بين نوح وابنه ، أو ابنه والجبل (فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ) فصار من المهلكين بالماء.
(وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٤))
ثمّ بيّن سبحانه الحال بعد انتهاء الطوفان ، فقال : (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ) انشفي ماءك الّذي نبعت به العيون ، واشربيه حتّى لا يبقى على وجهك شيء منه ،
__________________
(١ ، ٢) لقمان : ١٣ و ١٧.
(٣) أي : باء «اركب» في ميم «معنا».