والأنداد ، جلّت قدرته وحكمته.
(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ) بأن هيّأها لمنافعكم (مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ) حال من الجميع ، أي : نفعكم بها حال كونها مسخّرات لله ، خلقها ودبّرها كيف شاء. أو مسخّرات لما خلقن له بأمره بإيجاده وتقديره ، أو لحكمه. ويجوز أن يكون نصب «مسخّرات» بالمصدريّة ، وجمع لاختلاف النوع ، أي : سخّرها أنواعا من التسخير. وقرأ حفص : والنجوم مسخّرات ، على الابتداء والخبر ، فيكون تعميما للحكم بعد تخصيصه. ورفع ابن عامر الشمس والقمر أيضا.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) جمع الآية وذكر العقل ، لأنّ الآثار العلويّة أظهر دلالة على القدرة الباهرة ، وأبين شهادة للكبرياء والعظمة. ولأنّها تدلّ أنواعا من الدلالة ظاهرة لذوي العقول السليمة ، غير محوجة إلى استيفاء فكر ، كأحوال النبات.
(وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ) عطف على الليل ، أي : وسخّر لكم ما خلق لكم فيها من حيوان ونبات ومعدن (مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ) أصنافه ، فإنّها تتخالف باللون غالبا (إِنَّ فِي ذلِكَ) التسخير (لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) أنّ اختلافها في الطباع والهيئات والمناظر ليس إلّا بصنع صانع حكيم.
(وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٤) وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥) وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (١٦))