(فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (٧٣) فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (٧٤) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (٧٥) وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (٧٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧) وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (٧٨) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ (٧٩) وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠) وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٨١) وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (٨٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣) فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤))
ثمّ أخبر سبحانه عن كيفيّة عذاب قوم لوط بقوله : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) الصوت الهائل المهلك. وهي صيحة جبرئيل. (مُشْرِقِينَ) داخلين في وقت شروق الشمس.
(فَجَعَلْنا عالِيَها) عالي مدينتهم ، أو عالي قريتهم (سافِلَها) وصارت منقلبة بهم (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) من طين متحجّر ، أو طين عليه كتاب من السجلّ ، بدليل قوله تعالى : (حِجارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ) (١) أي : معلّمة بكتاب. وقد سبق (٢) مزيد بيان لهذه القصّة في سورة هود.
(إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما سبق ذكره من إهلاك قوم لوط (لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) للمتفرّسين المتأمّلين. وحقيقة المتوسّمين النظّار المتثبّتون في نظرهم حتّى يعرفوا
__________________
(١) الذاريات : ٣٣ ـ ٣٤.
(٢) راجع ص ٣٠٣ ذيل الآية ٨٣ من سورة هود.