الغنائم ولم يمدّوا أيديهم إليها بعد العتاب على الفداء ، فنزلت. والفاء للتسبيب ، والسبب محذوف ، تقديره : أبحت لكم الغنائم فكلوا. وبنحوه تشبّث من زعم أنّ الأمر الوارد بعد الحظر للإباحة.
(حَلالاً) حال من المغنوم أو صفة للمصدر ، أي : أكلا حلالا. وفائدته إزاحة ما وقع في نفوسهم منه بسبب تلك المعاتبة ، ولذلك وصفه بقوله : (طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ) في مخالفته (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) غفر لكم ذنبكم (رَحِيمٌ) أباح لكم ما أخذتم.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٠) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٧١))
روي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كلّف العبّاس أن يفدي نفسه وابني أخويه عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث.
فقال : يا محمّد تركتني أتكفّف (١) قريشا ما بقيت.
فقال : فأين الذهب الّذي دفعته إلى أمّ الفضل وقت خروجك ، وقلت لها : لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا ، فإن حدث بي حدث فهو لك ولعبد الله وعبيد الله والفضل وقثم.
فقال : وما يدريك؟
__________________
(١) تكفّف الناس : مدّ كفّه إليهم يستعطي.