ودعائهم (عَلِيمٌ) بنيّاتهم وأحوالهم.
(ذلِكُمْ) إشارة إلى البلاء الحسن ، أو القتل ، أو الرمي. ومحلّه الرفع ، أي : الغرض أو الأمر ذلكم. وو قوله : (وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ) معطوف عليه ، أي : المقصود إبلاء المؤمنين ، وتوهين كيد الكافرين ، وإبطال حيلهم.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو : موهّن بالتشديد ، وحفص : موهن كيد بالإضافة والتخفيف.
(إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (١٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (٢٠) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (٢١) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (٢٢) وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣))
ثمّ خاطب أهل مكّة على سبيل التهكّم بقوله : (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ) وذلك أنّهم حين أرادوا الخروج تعلّقوا بأستار الكعبة وقالوا : اللهمّ انصر أعلى الجندين ، وأهدى الفئتين ، وأكرم الحزبين. وبرواية أخرى : اللهمّ انصر أقرانا للضيف ، وأوصلنا للرحم ، وأفكّنا للعاني ، إن كان محمّد على حقّ فانصره ، وإن كنّا على حقّ فانصرنا.