وروي أنّ أبا جهل قال يوم بدر : اللهمّ أيّنا كان أهجر وأقطع للرحم فأحنه اليوم ، أي : فأهلكه.
(وَإِنْ تَنْتَهُوا) عن الكفر ومعاداة الرسول (فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) لتضمّنه سلامة الدارين وخير المنزلتين. وقيل : (إِنْ تَسْتَفْتِحُوا) خطاب للمؤمنين ، و (إِنْ تَنْتَهُوا) للكافرين. (وَإِنْ تَعُودُوا) لمحاربته (نَعُدْ) لنصره (وَلَنْ تُغْنِيَ) ولن تدفع (عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ) جماعتكم (شَيْئاً) من الإغناء أو المضارّ (وَلَوْ كَثُرَتْ) فئتكم (وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) بالنصر والمعونة.
وقرأ نافع وابن عامر وحفص : وأنّ بالفتح ، على تقدير : ولأنّ الله مع المؤمنين كان ذلك.
وقيل : الآية خطاب للمؤمنين. والمعنى : إن تستنصروا فقد جاءكم النصر ، وإن تنتهوا عن التكاسل في القتال والرغبة عمّا يستأثره الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فهو خير لكم ، وإن تعودوا إليه نعد عليكم بالإنكار أو تهييج العدوّ ، ولن تغني حينئذ كثرتكم إذا لم يكن الله معكم بالنصر ، فإنّ الله مع الكاملين في إيمانهم.
ويؤيّد ذلك أمر الله سبحانه المؤمنين بالطاعة الّتي هي سبب النصرة ، ونهيهم عن التولّي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد تلك الآية ، بقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ) أي : لا تتولّوا عن الرسول ، فإنّ المراد بالآية الأمر بطاعته والنهي عن الإعراض عنه. وذكر طاعة الله للتوطئة والتنبيه على أنّ طاعة الله تعالى في طاعة الرسول ، لقوله : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) (١).
وقيل : الضمير للجهاد ، أو للأمر الّذي دلّ عليه الطاعة.
__________________
(١) النساء : ٨٠.