وابن عامر : وصدّوا بالفتح ، أي : وصدّوا الناس عن الإيمان.
(وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) يخذله في الضلالة ويخلّه فيها ، لفرط عناده ورسوخ كفره (فَما لَهُ مِنْ هادٍ) يوفّقه للهدى ، أو يقدر على هدايته.
(لَهُمْ عَذابٌ) بالقتل والأسر وسائر ما يصيبهم من المصائب (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُ) أغلظ وأبلغ ، لشدّته ودوامه (وَما لَهُمْ مِنَ) عذاب (اللهِ مِنْ واقٍ) حافظ يدفع عنهم عذابه.
(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ (٣٥))
ولمّا ذكر ما أعدّ للكفّار عقّبه بذكر ما أعدّ للمؤمنين ، فقال : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) أي : صفتها الّتي هي مثل في الغرابة. وهو مبتدأ خبره محذوف عند سيبويه ، أي : فيما قصصنا عليكم مثل الجنّة. وعند غيره خبره (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) على طريقة قولك : صفة زيد أسمر. وعن الزجّاج الموصوف محذوف ، أي : مثل الجنّة جنّة تجري من تحتها الأنهار. أو على زيادة المثل. وهو على قول سيبويه حال من العائد المحذوف ، أو من الصلة.
(أُكُلُها دائِمٌ) لا ينقطع ثمرها ، كقوله : (لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) (١) (وَظِلُّها) أي : وظلّها كذلك ، لا ينسخ كما ينسخ في الدنيا بالشمس.
(تِلْكَ) أي : الجنّة الموصوفة (عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا) مآلهم ومنتهى أمرهم (وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ) لا غير. وفي ترتيب النظمين إطماع للمتّقين وإقناط للكافرين.
__________________
(١) الواقعة : ٣٣.