روى أبو سعيد الخدري عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «شيء يسير من الجنّة خير من الدنيا وما فيها».
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم ويعقوب بالتاء ، حملا على قوله : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي) ، أي : قل لهم : أفلا تعقلون.
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١١٠) لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (١١١))
ثمّ أخبر سبحانه عن حال الرسل مع أممهم تسلية للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ) غاية محذوف دلّ عليه الكلام ، أي : لا يغررهم تمادي أيّامهم ، فإنّ من قبلهم أمهلوا حتّى أيس الرسل عن النصر عليهم في الدنيا ، أو عن إيمانهم ، لانهماكهم في الكفر ، مترفّهين متمادين فيه من غير مانع. أو التقدير : وما أرسلنا قبلك إلّا رجالا قد تأخّر نصرنا إيّاهم ، كما أخّرناه عن هذه الأمّة ، حتّى إذا استيأس الرسل.
(وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا) أي : كذّبتهم أنفسهم حين حدّثتهم بأنّهم ينصرون. أو كذّبهم القوم بوعد الإيمان. وقيل : الضمير للمرسل إليهم ، أي : وظنّ المرسل إليهم أنّ الرسل قد كذّبوهم بالدعوة والوعيد. وقيل : الأوّل للمرسل إليهم ، والثّاني للمرسل ، أي : وظنّوا أن الرسل قد كذبوا وأخلفوا فيما وعد لهم من النصر ، وخلط الأمر عليهم.