(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ). أو حافظين في الغدران والعيون والآبار ، ثم نخرجه منها بقدر الحاجة ، ولا يقدر أحد على إحراز ما يحتاج إليه من الماء في موضع.
وذلك أيضا يدلّ على المدبّر الحكيم ، كما تدلّ حركة الهواء في بعض الأوقات من بعض الجهات على وجه ينتفع به الناس ، فإنّ طبيعة الماء تقتضي الغور ، فوقوفه دون حدّ لا بدّ له من سبب مخصّص.
(وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي) بإيجاد الحياة في بعض الأجسام القابلة لها (وَنُمِيتُ) بإزالتها. وقد أوّل الحياة بما يعمّ الحيوان والنبات. وتكرير الضمير للدلالة على الحصر. (وَنَحْنُ الْوارِثُونَ) الباقون إذا هلك الخلق كلّه. وهو استعارة من وارث الميّت ، لأنّه يبقى بعد فناء الموروث منه ، ومنه قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «واجعله الوارث منّا».
أو المراد : نحن الوارثون جميع الأشياء كلّها إذا مات الخلائق ، فتصير جميع الأشياء كلّها راجعة إلينا ننفرد بالتصرّف فيها.
(وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (٢٤) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (٢٥))
ثمّ بيّن كمال علمه بعد الاحتجاج على كمال قدرته ، فقال : (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) من استقدم ولادة وموتا ومن استأخر من الأوّلين والآخرين. أو من خرج من أصلاب الرجال ومن لم يخرج بعد. أو من تقدّم في الإسلام والجهاد وسبق إلى الطاعة أو تأخّر ، لا يخفى علينا شيء من أحوالكم.
وقيل : رغّب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الصفّ الأول ، وقال : «خير صفوف الرجال أولها ، وشرّها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها ، وشرّها أوّلها».
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الله وملائكته يصلّون على الصفّ المقدّم». فازدحم الناس ، وكانت دور بني