هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦١) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٣))
ولمّا تقدّم الأمر بقتال الكفّار ، عقّبه سبحانه بوعد النصر والأمر بالإعداد لقتالهم ، فقال مخاطبا لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا) مفعولا «يحسبنّ» ، أي : لا تحسبنّ يا محمّد الكافرين قد سبقوا أمر الله وأعجزوه ، وأنّهم فاتوك ، فإنّ الله تعالى يظفرك بهم كما وعدك ، ويظهرك عليهم. والسبق والفوت بمعنى واحد.
وقرأ ابن عامر وحمزة وحفص بالياء ، على أنّ الفاعل ضمير أحد ، أو «من خلفهم» ، أو «الّذين كفروا» والمفعول الأوّل أنفسهم ، فحذف للتكرار.
وقيل فيه : أصله أن سبقوا. وهو ضعيف ، لأنّ «أن» المصدريّة كالموصول ، فلا تحذف.
وقيل : وقع الفعل على (إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ) بالفتح على قراءة ابن عامر ، وأنّ «لا» (١) صلة ، و «سبقوا» حال ، بمعنى : سابقين أو مفلتين.
والأظهر أنّه تعليل للنهي ، أي : لا تحسبنّهم سبقوا فأفلتوا ، لأنّهم لا يفوتون الله ، أو لا يجدون طالبهم عاجزا عن إدراكهم. وكذا إن كسرت «إنّ» إلّا أنّه تعليل على سبيل الاستئناف. ولعلّ الآية إزاحة لما يحذر به من نبذ العهد وإيقاظ العدوّ.
وعن الزهري أنّها نزلت فيمن أفلت من فلّ المشركين.
__________________
(١) أي : زائدة ، فيكون المعنى : ولا يحسبنّ الذين كفروا أنهم يعجزون.