(وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ) ولا تقف عند قبره للدفن ، أو للزيارة والدعاء.
روي : أنّه عليهالسلام كان إذا صلّى على ميّت وقف على قبره ساعة يدعو له ، فنهي عن الأمرين في المنافقين بسبب كفرهم بالله وموتهم على النفاق ، كما قال عزوجل (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ) تعليل للنهي. والفسق هنا الكفر ، لأنّه أعمّ منه ، ويجوز إطلاق العامّ على الخاصّ.
(وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ) كرّر للتأكيد. والأمر حقيق به ، فإنّ الأبصار طامحة إلى الأموال والأولاد ، والنفوس مغتبطة عليها. ويجوز أن تكون هذه في فريق غير الأوّل.
(وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ (٨٦) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (٨٧) لكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨٨) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٨٩))
ثمّ بيّن سبحانه تمام أخبار المنافقين ، فقال : (وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ) من القرآن. ويجوز أن يراد بها بعضها ، كما يقع القرآن والكتاب على كلّه وعلى بعضه.
(أَنْ آمِنُوا بِاللهِ) بأن آمنوا. ويجوز أن تكون «أن» المفسّرة. (وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ