شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٠٧) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (١٠٨))
(ذلِكَ) ذلك النّبأ (مِنْ أَنْباءِ) بعض (الْقُرى) أنباء بعض القرى المهلكة (نَقُصُّهُ عَلَيْكَ) مقصوص عليك (مِنْها) من تلك القرى (قائِمٌ) باق ، كالزرع القائم على ساقه (وَحَصِيدٌ) ومنها عافي الأثر ، كالزرع المحصود. وهذه الجملة مستأنفة لا محلّ لها. وقيل : حال من الهاء في «نقصّه». وليس بصحيح ، إذ لا واو ولا ضمير.
(وَما ظَلَمْناهُمْ) بإهلاكنا إيّاهم (وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) بأن عرّضوها للهلاك بارتكاب ما يوجبه (فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ) فما قدرت أن تدفع عنهم (آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ) يعبدونها (مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) شيئا من بأس الله. هي حكاية حال ماضية. (لَمَّا جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) أي : عذابه. و «لمّا» منصوب بـ «ما أغنت». (وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) هلاك وتخسير. يقال : تبّ إذا خسر ، وتبّبه غيره إذا أوقعه في الخسران.
(وَكَذلِكَ) مرفوع المحلّ ، أي : مثل ذلك الأخذ (أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى) أي : أهلها (وَهِيَ ظالِمَةٌ) حال من القرى. وهي في الحقيقة لأهلها ، لكنّها لمّا أقيمت مقامه أجريت عليها. وفائدة هذه الحال الإشعار بأنّهم أخذوا لظلمهم ، وإنذار كلّ ظالم ظلم نفسه أو غيره من وخامة العاقبة. (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) وجيع غير مرجوّ الخلاص منه. وهو مبالغة في التهديد والتحذير.
(إِنَّ فِي ذلِكَ) إشارة إلى ما قصّ الله من قصص الأمم الهالكة بذنوبها ، أو إلى