منها ، وأسرعت وراءه لتمنعه الخروج. روي عن كعب أنّه لمّا هرب يوسف جعل فراش (١) القفل يتناثر ويسقط حتى خرج من الباب.
(وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ) اجتذبته من ورائه فانقدّ قميصه. والقدّ الشقّ طولا ، والقطّ الشقّ عرضا. (وَأَلْفَيا سَيِّدَها) وصادفا زوجها (لَدَى الْبابِ) عنده. وتسمية الزوج بالسيّد لأنّه مالك أمرها ، أو لأنّ المرأة تقول لبعلها : سيّدي. وقيل : إنّما لم يقل سيّدهما لأنّ ملك يوسف لم يصحّ ، فلم يكن سيّدا له على الحقيقة.
(قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ) إيهاما بأنّها فرّت منه ، تبرئة لساحتها عند زوجها ، وتغييره على يوسف ، وإغراءه به انتقاما منه.
و «ما» نافية أو استفهاميّة ، بمعنى : أيّ شيء جزاؤه إلّا السجن؟ كما تقول : من في الدار إلّا زيد؟ وقيل : العذاب الأليم الضرب بالسياط ضربا وجيعا.
(قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢٦) وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٧) فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (٢٨) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ (٢٩))
ولمّا عرّضته له من السجن أو العذاب ، وأغرته به ، ووجب عليه دفع هذا
__________________
(١) فراش القفل : ما ينشب ويدخل فيه ، سمّي بذلك لرقّته.