على الجمع ، كأنّه لتلك الجبّ غيابات ، أي : أسافل. والجبّ البئر التي لم تطو ، لأنّ الأرض تجبّ جبّا ، أي : تقطع. (يَلْتَقِطْهُ) يأخذه (بَعْضُ السَّيَّارَةِ) بعض الذين يسيرون في الأرض (إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) بمشورتي. أو إن كنتم على أن تفعلوا ما يحصل به غرضكم ، وهو التفريق بينه وبين أبيه ، فإنّ هذا رأيي.
واختلف في ذلك الجبّ ، فقال قتادة : هو بئر بيت القدس. وعن كعب : بئر بين مدين ومصر. وعن وهب : بئر بأرض الأردنّ. وقال مقاتل : بئر على رأس ثلاث فراسخ من منزل يعقوب.
(قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ (١١) أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (١٢) قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (١٣) قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ (١٤) فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٥) وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ (١٦) قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ (١٧) وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (١٨))