سماوات ، ولمّا ولد محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم منعوا من السماوات كلّها بالشهب. فالشهاب من معجزات نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّه لم ير قبل زمانه.
وقيل : الاستثناء منقطع ، أي : ولكن من استرق السمع (فَأَتْبَعَهُ) فتبعه ولحقه (شِهابٌ مُبِينٌ) ظاهر للمبصرين. والشهاب شعلة نار ساطعة. وقد يطلق للكواكب والسنان ، لما فيهما من البريق.
(وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (١٩) وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ (٢٠) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (٢١) وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ (٢٢) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ (٢٣))
ولمّا تقدّم ذكر السماء وما فيها من الأدلّة والنعم ، أتبعه بذكر الأرض ، فقال : (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها) بسطناها طولا وعرضا (وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ) جبالا ثوابت (وَأَنْبَتْنا فِيها) في الأرض ، أو فيها وفي الجبال (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) مقدّر بمقدار معيّن وزن بميزان الحكمة. أو مستحسن مناسب ، من قولهم : كلام موزون.
أو ما يوزن ويقدّر في العادة ، كالفضّة والذهب. أو له وزن في أبواب النعم والمنفعة.
(وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ) تعيشون بها من المطاعم والملابس (وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) عطف على معايش ، أو على محلّ «لكم». كأنّه قيل : وجعلنا لكم فيها معايش وجعلنا من لستم له برازقين. ولا يجوز عطفه على ضمير «لكم» ، لأنّه لا