وروي أنّه عليهالسلام لمّا عرّفهم نفسه سألهم عن أبيه ، فقال : ما فعل أبي بعدي؟
قالوا : ذهبت عيناه. فقال : (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا) وهو القميص الّذي كان عليه.
قيل : القميص المتوارث من إبراهيم الّذي كان في التعويذ. وهو الأصحّ. وهذا كان معجزا منه ، إذ لا يعرف أنه يعود بصيرا بإلقاء القميص على وجهه إلّا بالوحي ، كما قال مجاهد : إنّ جبرئيل أمره أن أرسل إليه قميصك ، فإنّ فيه ريح الجنّة ، لا يقع على مبتلى ولا سقيم إلّا صحّ وعوفي.
(فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً) يرجع ذا بصر ، أو يأت أبي وهو بصير (وَأْتُونِي) أنتم وأبي (بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) بنسائكم وذراريكم ومواليكم.
قيل : يهودا هو حامل القميص ، قال : أنا أحزنته بحمل القميص ملطّخا بالدم إليه ، فأفرّحه كما أحزنته.
وقيل : حمله وهو حاف حاسر من مصر إلى كنعان ، وبينهما مسيرة ثمانين فرسخا ، وكان معه سبعة أرغفة ، فلم يستوف الأرغفة في الطريق.
(وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ) من مصر ، وخرجت من عمرانها. يقال : فصل من البلد فصولا ، إذا انفصل منه وجاوز حيطانه. (قالَ أَبُوهُمْ) لمن حضره من حفده (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ)
روي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «وجد يعقوب ريح يوسف حين