فإن سلك الناس كلّهم واديا وسلك عليّ واديا فاسلك وادي علي ، وخلّ عن الناس.
يا عمّار إنّ عليّا لا يردّك عن هدى ، ولا يدلّك على ردى. يا عمّار طاعة عليّ طاعتي ، وطاعتي طاعة الله» (١). رواه السيّد أبو طالب الهروي بإسناده عن علقمة والأسود عن أبي أيّوب الأنصاري.
وفي كتاب شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم الحسكاني رحمة الله ، وحدّثنا عنه السيّد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني ، حدّثني محمد بن القاسم ابن أحمد ، قال : حدّثني أبو سعيد محمّد بن الفضيل بن محمّد ، قال : حدّثنا محمّد ابن صالح العرزمي ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : حدّثنا أبو سعيد الأشجّ ، عن أبي خلف الأحمر ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيّب ، عن ابن عبّاس قال : «لمّا نزلت هذه الآية : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً) قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : من ظلم عليّا مقعدي هذا بعد وفاتي ، فكأنّما جحد نبوّتي ونبوّة الأنبياء قبلي» (٢).
وعن ابن عبّاس : أنّه سئل عن هذه الفتنة فقال : أبهموا ما أبهم الله.
(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) لمن لم يتّق المعاصي والمظالم.
(وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٢٦))
ثمّ عاد سبحانه إلى وقعة بدر ، وبيّن حالتهم السالفة في القلّة والضعف ، وإنعامه عليهم بالنصر والتأييد والتكثير ، فقال (وَاذْكُرُوا) معشر المهاجرين (إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ) أي : وقت كونكم أقلّة أذلّة (مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ) أرض مكّة ،
__________________
(١) مجمع البيان ٤ : ٥٣٤.
(٢) شواهد التنزيل ١ : ٢٧١ ح ٢٦٩.