لأنّ حقّهم أن لا يتوكّلوا على غيره تعالى ، فليفعلوا ما هو حقّهم.
(قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا) تنتظرون بنا (إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ) إحدى العاقبتين اللّتين كلّ منهما حسنى العواقب : النصرة والشهادة (وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ) أيضا إحدى السوأيين (أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ) بقارعة من السماء ، كما نزلت على عاد وثمود (أَوْ بِأَيْدِينا) أو بعذاب بأيدينا ، وهو القتل على الكفر (فَتَرَبَّصُوا) ما هو عاقبتنا (إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) ما هو عاقبتكم ، فإنّه لا بدّ أن يلقى كلّنا ما يتربّصه ولا يتجاوزه. والمراد بالأمر التهديد ، كقوله : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) (١).
(قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ (٥٣) وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كارِهُونَ (٥٤) فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (٥٥) وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَما هُمْ مِنْكُمْ وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (٥٦) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (٥٧))
ثمّ بيّن سبحانه أنّ هؤلاء المنافقين لا ينتفعون بما ينفقونه مع إقامتهم على
__________________
(١) فصّلت : ٤٠.