ثمّ أبان سبحانه عن أحوال المشركين وأقوالهم ، فقال : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) القائل بعضهم على التهكّم ، أو الوافدون عليهم ، أو المسلمون. و «ماذا» إما منصوب بـ «أنزل» بمعنى : أيّ شيء أنزل ربّكم؟ أو مرفوع بالابتداء ، بمعنى : ايّ شيء أنزله ربّكم؟ فإذا نصبت فمعنى قوله : (قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) : ما تدّعون نزوله أساطير الأوّلين. وإذا رفعته فالمعنى : المنزل أساطير الأوّلين. وإنّما سمّوه منزلا على التهكّم ، أو على فرض أنّه منزل فهو أساطير الأولين لا تحقيق فيه.
والقائلون قيل : هم المقتسمون الّذين اقتسموا مداخل مكّة ينفّرون عن رسول الله ، إذا سألهم وفود الحاجّ عمّا أنزل على رسول الله قالوا : أحاديث الأوّلين وأباطيلهم.
(لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) اللام للعاقبة. والمعنى : كان عاقبة أمرهم إذا فعلوا ذلك أن حملوا أوزار ضلالهم تامّة ، فإنّ إضلالهم نتيجة رسوخهم في الضلال.
(وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ) وبعض أوزار ضلال من يضلّونهم ، وهو حصّة التسبّب. يعني : حملوا أوزار إضلالهم وإغوائهم ، ولم يحملوا أوزار ضلالهم.
(بِغَيْرِ عِلْمٍ) حال من المفعول ، أي : يضلّون من لا يعلم أنّهم ضلّال. وإنّما وصف بالضلال من لا يعلم ، لأنّه كان عليه أن يبحث وينظر بعقله حتى يميّز بين المحقّ والمبطل.
(أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) بئس شيئا يزرونه فعلهم.
عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أيّما داع