والمساكين والعاملون والمؤلّفة. فهؤلاء يصرفونه في أيّ جهة شاؤا ، فهم مختصّون به ، فناسب ذلك اللام. وقسم يقبض لأجل جهة معيّنة يصرفه فيها ، ولا يجوز صرفه في غيرها. وهم الرقاب والغارمون وابن السبيل ، فناسب ذلك «في».
(وَالْغارِمِينَ) هم الّذين ركبتهم الديون في غير معصية ، إذا لم يكن لهم وفاء (وَفِي سَبِيلِ اللهِ) وللصرف في الجهاد بالإنفاق على ابتياع الكراع (١) والسلاح إجماعا. وقيل : يدخل فيه بناء القناطر والمصانع وسائر مصالح المسلمين.
(وَابْنِ السَّبِيلِ) المسافر المنقطع عن ماله في الغربة ، وإن كان غنيّا في بلده.
وإنّما سمّي ابن السبيل للزومه الطريق ، فنسب إليه. ويشترط في استحقاقه كون سفره مباحا. والضيف إن كان منقطعا به في غير بلده فهو داخل في ابن السبيل.
وإنّما كرّر «في» الأخيرين ، ولم يعطف على الرقاب كما عطف الغارمين عليه ، لفضل ترجيح لهما.
(فَرِيضَةً مِنَ اللهِ) مصدر لما دلّ عليه الآية ، أي : فرض لهم الصدقات فريضة. أو حال من الضمير المستكن في «للفقراء». (وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) يضع الأشياء في مواضعها.
(وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٦١))
روي أنّ جماعة من المنافقين منهم الجلاس بن سويد وشاس بن قيس
__________________
(١) الكراع : اسم يطلق على الخيل والبغال والحمير.