فقاره. والمسكين من له مال أو كسب لا يكفيه ، من السكون ، كأنّ العجز أسكنه.
ويدلّ عليه قوله : (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ) (١). وأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يسأل المسكنة ويتعوّذ من الفقر. وقيل : بالعكس ، لقوله تعالى : (أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) (٢). أو الفقير الزمن المحتاج ، والمسكين الصحيح المحتاج. أو الفقير هو المتعفّف الّذي لا يسأل ، والمسكين الّذي يسأل. وروي ذلك عن أبي جعفر عليهالسلام ، ومنقول عن ابن عبّاس والحسن والزهري ومجاهد. وقيل : بالعكس. وقيل : إنّهما قسم واحد ، والثاني تأكيد الأوّل ، كعطشان نطشان (٣). والتحقيق : أنّهما يشتركان في معنى عدمي ، وهو عدم ملك مؤونة السنة له ولعياله الواجبي النفقة لو كان غنيّا.
(وَالْعامِلِينَ عَلَيْها) الساعين في تحصيلها وجمعها (وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) قوم أسلموا ونيّتهم ضعيفة فيه ، فيستألف قلوبهم. أو أشراف من العرب يترقّب بإعطائهم ومراعاتهم إسلام نظرائهم. وقد أعطى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس والعبّاس بن مرداس لذلك. وقيل : أشراف يستألفون على أن يسلموا ، فإنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعطيهم. وقيل : كان سهم المؤلّفة لتكثير سواد الإسلام والاستعانة بهم ، فلمّا أعزّه الله وأكثر أهله سقط.
(وَفِي الرِّقابِ) وللصرف في فكّ الرقاب. وهم المكاتبون يعانون بشيء من الزكاة على أداء النجوم ليفكّوا رقابهم من الرقّ. والعبيد إذا كانوا في شدّة يشترون منها ويعتقون ، ويكون ولاؤهم لأرباب الزكاة. وعندنا يجوز ابتياع العبيد مطلقا من الزكاة مع عدم المستحقّ ، أمّا مع وجوده فلا. والعدول عن اللام إلى «في» في الأربعة الأخيرة للدلالة على أنّهم أحقّ بأن توضع فيهم الصدقات ممّن سبق ذكره ، لأنّ «في» للوعاء ، وعلى أنّ المستحقّين قسمان : قسم يقبض لنفسه ، وهم الفقراء
__________________
(١) الكهف : ٧٩.
(٢) البلد : ١٦.
(٣) النطش : شدّة جبلة الخلق. وعطشان نطشان : إتباع. راجع لسان العرب ٦ : ٣٥٤ ـ ٣٥٥.