قُلْ هذِهِ) يعني : الدعوة إلى التوحيد والإعداد للمعاد (سَبِيلِي) ثم فسّر السبيل بقوله : (أَدْعُوا إِلَى اللهِ) إلى توحيده وعدله. قيل : هو حال من الياء. (عَلى بَصِيرَةٍ) بيان وحجّة واضحة غير عمياء (أَنَا) تأكيد للمستتر في «أدعو» أو «على بصيرة». أو مبتدأ خبره «على بصيرة». (وَمَنِ اتَّبَعَنِي) عطف عليه (وَسُبْحانَ اللهِ) وأنزّه الله من الشركاء (وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وأنزّهه تنزيها من الشركاء.
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً) ردّ لقولهم : (لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) (١).
وقيل : معناه نفي استنباء النساء. (نُوحِي إِلَيْهِمْ) كما يوحى إليك ، ويميّزون بذلك عن غيرهم. وقرأ حفص : نوحي ، في كلّ القرآن. ووافقه حمزة والكسائي في سورة الأنبياء (٢). (مِنْ أَهْلِ الْقُرى) لأنّ أهلها أعلم وأحلم من البدو ، وأهل البوادي من أهل الجفاء والقسوة.
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من المكذّبين بالرسل والآيات ، فيحذروا تكذيبك. أو من المشغوفين بالدنيا المتهالكين عليها ، فيقلعوا عن حبّها (وَلَدارُ الْآخِرَةِ) ولدار الحال ، أو الساعة ، أو الحياة الآخرة (خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) الشرك والمعاصي (أَفَلا تَعْقِلُونَ) يستعملون عقولهم ليعرفوا أنّها خير.
__________________
(١) فصّلت : ١٤.
(٢) الأنبياء : ٧.