لدى سيده ، لعدم اتصافه (١) بما يليق أن يتصف العبد به (٢) من الاعتقاد بأحكام مولاه والانقياد لها ، وهذا (٣) غير استحقاق العقوبة على مخالفته لأمره (٤) أو نهيه التزاماً (٥) مع موافقته (٦) عملا كما لا يخفى.
ثم لا يذهب عليك (٧) أنه على تقدير لزوم الموافقة الالتزامية
______________________________________________________
(١) تعليل لانحطاط العبد عن درجة الكمال.
(٢) الضمير راجع إلى «ما» الموصول ، وقوله : «من الاعتقاد» بيان له.
(٣) يعني : وانحطاط العبد عن مرتبة كمال العبودية غير استحقاق العقوبة الّذي مناطه هتك المولى والطغيان عليه ، لوضوح أنه ليس في المخالفة الالتزامية مع الموافقة العملية هتك وطغيان.
(٤) يعني : مخالفة العبد لأمر سيده أو نهيه.
(٥) قيد لـ «مخالفته» يعني : مخالفة التزامية.
(٦) أي : موافقة العبد للتكليف عملا.
(٧) غرضه التفكيك بين وجوب الموافقة الالتزامية ـ على فرض تسليمه ـ وبين وجوب الموافقة العملية وعدم الملازمة بينهما ، وانفكاكهما في بعض الموارد كما في دوران الأمر بين المحذورين ، ضرورة أن الموافقة القطعية العملية غير مقدورة للعبد مع تمكنه من الموافقة الالتزامية فيه ، لإمكان الالتزام بما هو حكم الله تبارك وتعالى في الواقعة ، إذ لا يشترط في الموافقة الالتزامية معرفة الحكم الملتزم به بعينه ، بل يكفي في تحققها معرفة الحكم ولو إجمالا ، فيعقد القلب عليه ، فلا ملازمة بين الإطاعتين ، فتجب الموافقة الالتزامية ، ولا تجب الموافقة العملية القطعية ، ولا تحرم المخالفة كذلك ، لعدم القدرة عليهما.