انما أراد بتصديقه (١) للمؤمنين [المؤمنين] هو ترتيب خصوص الآثار
______________________________________________________
لا التصديق بمعنى ترتيب جميع آثار الصدق عليه كما هو كذلك بالنسبة إلى الله تعالى ، ويؤيده أيضا ـ كما أفاده الشيخ ـ بل يشهد له ما في تفسير القمي (قده) من «أنه كان سبب نزولها : أن عبد الله بن نفيل كان منافقاً وكان يقعد لرسول الله صلىاللهعليهوآله فيسمع كلامه وينقله إلى المنافقين ويتم عليه ، فنزل جبرئيل على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال يا محمد : ان رجلا من المنافقين ينمّ عليك وينقل حديثك إلى المنافقين ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من هو؟ فقال : الرّجل الأسود الكثير شعر الرّأس ينظر بعينين كأنهما قدران وينطق بلسان شيطان ، فدعاه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فأخبره ، فحلف أنه لم يفعل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قد قبلت منك فلا تقعد ، فرجع إلى أصحابه فقال : ان محمداً أذن ، أخبره الله أنّي أنمّ عليه وأنقل أخباره فقبل ، وأخبرته اني لم أفعل ذلك فقبل ، فأنزل الله على نبيه : ومنهم الذين يؤذون النبي ... الآية» (١) ومن المعلوم أن تصديقه صلىاللهعليهوآله للمنافق لم يكن بترتيب آثار الصدق عليه مطلقاً.
وربما يشهد بتغاير معنى الإيمان في الموضعين : تعديته في الأول بالباء ، وفي الثاني باللام.
وبالجملة : فبعد ملاحظة هذه القرائن وغيرها لا يبقى مجال لتوهم إرادة التصديق المطلوب في باب حجية الخبر ـ وهو ترتيب جميع آثار الصدق ـ على المخبر به تعبداً من قوله تعالى : «ويؤمن للمؤمنين» فلا تدل هذه الآية أيضا على حجية خبر الواحد.
(١) أي : بتصديق النبي صلىاللهعليهوآله للمؤمنين ، وضمير «أنه» للشأن».
__________________
(١) تفسير القمي ج ١ ، ص ٣٠٠.