بأنه يصدق المؤمنين ، وقرنه (١) بتصديقه تعالى.
وفيه (٢) أولا : أنه (٣) انما مدحه بأنه أذن ، وهو سريع القطع (*) ، لا الأخذ بقول الغير تعبداً (٤).
______________________________________________________
الآية ما لفظه : «مدح الله عزوجل رسوله بتصديقه للمؤمنين ، بل قرنه بالتصديق بالله جل ذكره ، فإذا كان التصديق حسناً يكون واجباً ... إلخ».
(١) أي : وقرن الله تصديق النبي للمؤمنين بتصديق النبي صلىاللهعليهوآله له تبارك وتعالى ، فكما لا يتصف تصديق النبي لله سبحانه الا بالحسن فكذا تصديق النبي للمؤمنين ليس إلّا حسناً ، ولازم ذلك أن قول المؤمن لا بد أن يكون معتبراً في نفسه حتى يتصف قبوله بالحسن.
(٢) أورد المصنف على الاستدلال بالآية بوجهين مذكورين في الرسائل ، أولهما ما تعرض له الشيخ بقوله : «إن المراد بالأذن السريع التصديق والاعتقاد بكل ما يسمع ، لا من يعمل تعبداً بما يسمع من دون حصول الاعتقاد بصدقة ، فمدحه بذلك بحسن ظنه بالمؤمنين وعدم اتهامهم» وحاصله : أن الآية تدل على أنه صلىاللهعليهوآله سريع القطع ، فيكون تصديقه صلىاللهعليهوآله للمؤمنين لأجل حصول القطع بقولهم ، لا مطلقاً ولو تعبداً ، فيكون أجنبياً عن المقام الّذي هو اعتبار قول المؤمن تعبداً.
(٣) الضمير للشأن ، وضميرا «مدحه ، بأنه» راجعان إلى النبي صلىاللهعليهوآله.
(٤) كما هو المطلوب في حجية الخبر الواحد.
__________________
(*) ولا يخفى أن هذا الإيراد بظاهره لا يلائم مقام النبوة ، والتفصيل في محله.