مندفع بأنها وان كانت كذلك (١) إلّا أنها متواترة إجمالا ، ضرورة أنه يعلم إجمالا بصدور بعضها منهم عليهمالسلام ، وقضيته (٢) وان كان حجية خبر دل على حجية أخصها مضموناً ، إلّا أنه يتعدى عنه (٣) فيما إذا كان بينها ما كان بهذه الخصوصية (٤) وقد دل على حجية ما كان أعم (٥) (*)
______________________________________________________
وحينئذ ، فالمتعين الأخذ بما هو أخصها مضموناً ، وهو خبر العدل الإمامي الضابط المزكى بعدلين مثلا ، وهو المسمى بالصحيح الأعلائي ، فان ظفرنا في مجموع تلك الاخبار بخبر واجد لهذه الصفات دال على حجية خبر كل ثقة وان لم يكن عادلاً بل وان لم يكن إماميّا ، أمكن التعدي من حجية خصوص خبر الإمامي العدل الضابط إلى القول باعتبار خبر مطلق الثقة.
(١) أي : غير متواترة لفظاً أو معنى.
(٢) أي : ومقتضى العلم الإجمالي بصدور بعض هذه الاخبار وان كان ...
(٣) أي : عن أخصها مضموناً ، وضمير «أنه» للشأن.
(٤) وهي كون المخبر ثقة عدلا.
(٥) والظاهر أن صحيحة أحمد بن إسحاق المتقدمة وافية بإثبات المطلوب ، إذ هي من حيث السند صحيحة ، لأن رجال سندها من الشيعة الثقات العدول كما يظهر بمراجعة كتب الرّجال ، ومن حيث الدلالة في غاية الظهور في حجية قول الثقة مطلقاً سواء كان إماميّا أم غيره ، فان تعليل الإمام عليهالسلام لوجوب قبول رواية العمري وابنه بقوله : «فانهما الثقتان المأمونان» تعليل بمطلق الوثاقة والمأمونية ، لا الوثاقة المختصة بأمثال العمري وابنه ، ومن المعلوم أن العبرة
__________________
(*) لكن الحجية حينئذ ليست تعبدية ، ضرورة أن خبر الثقة مما بني العقلاء