ولا يساعده (١) دليل [ولا دليل يساعده عليه مطلقاً] وتوهم دلالة أدلة حجية الخبر الواحد عليه بالفحوى (٢)
______________________________________________________
(١) أي : ولا يساعد القول باعتبار الشهرة بالخصوص دليل ، وأما بناءً على النسخة الثانية ، فضمير «يساعده» يرجع إلى القائل المستفاد من الكلام ، وضمير «عليه» إلى القول بالاعتبار ، يعني : ولا دليل يساعد هذا القائل بالاعتبار على قوله.
(٢) هذا هو الوجه الأول ، وقد أفاده في الرسائل بقوله : «ثم ان منشأ توهم كونها من الظنون الخاصة أمران : أحدهما : ما يظهر من بعض من أن أدلة حجية خبر الواحد يدل على حجيتها بمفهوم الموافقة ، لأنه ربما يحصل منه الظن الأقوى من الحاصل من خبر العادل ...» وتوضيحه : أن أدلة حجية خبر الواحد تدل بالأولوية على اعتبار الشهرة ، وجه الأولوية : أن مناط حجية الخبر ـ وهو الظن ـ أقوى في الشهرة ، إذ الظن الحاصل من الشهرة أقوى من الظن الحاصل من الخبر ، فتكون هي أولى بالاعتبار منه ، هذا. ولا يخفى أن هذا الدليل موقوف على أمور :
الأول : القطع بأن مناط اعتبار الخبر هو الظن.
الثاني : أن هذا المناط علة للجعل لا حكمة له ، إذ لو كان حكمة له لم يتعدّ منه إلى غيره ، لما قيل من عدم اطراد الحكمة وانعكاسها ، بخلاف العلة ، فان الحكم يدور مدارها وجوداً وعدماً ، فإذا تحققت العلة في موارد أخرى ترتب عليها الحكم.
الثالث : أن الظن الناشئ من الشهرة أقوى من الظن الحاصل من الخبر ، وإلّا فلا تتحقق الأولوية المسماة بالفحوى ، إذ دلالة اللفظ على معنى في مورد ـ كالمفهوم ـ بالأولوية من دلالته على ذلك المعنى في مورد آخر ـ كالمنطوق ـ