ومنها : آية الأذن «وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ ، وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ» (١) فانه (١) تبارك وتعالى مدح نبيه
______________________________________________________
من أهل الذّكر ومسبوقاً بالسؤال ـ إلى غيره من الصور الثلاث الأخر ، وانما يتجه التعدي فيما إذا كان العنوان ظرفاً للحكم أعني وجوب السؤال لا موضوعاً ومقوماً له ، كما هو ظاهر الكلام ، فالاستدلال بهذه الآية كالآيات السابقة غير ظاهر.
(٥ ـ آية الأذن)
(١) هذا تقريب الاستدلال بالآية الشريفة على حجية خبر الواحد ، توضيحه ان الله سبحانه وتعالى مدح نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنه يصدِّق المؤمنين ، وتسرية الحكم من النبي صلىاللهعليهوآله إلى غيره اما من جهة دلالة الآية على حسن التصديق مطلقاً من غير فرق بين النبي صلىاللهعليهوآله وو غيره ، واما من جهة ما دل على حسن المتابعة والتأسي للنبي صلىاللهعليهوآله ، وحسن التصديق يلازم حجية الخبر ، والمصدق كل واحد من المؤمنين لا جميعهم بعنوان الاجتماع ، فدلت الآية على حجية كل خبر مؤمن وان لم يفد العلم. ولا يمكن حمله على ما إذا أفاد العلم ، لأن التصديق في صورة إفادة العلم ليس من جهة تصديق المؤمن من حيث انه مؤمن حتى يكون مدحاً ، وانما هو من جهة العلم بالواقع فلا يكون مدحاً ، وظاهر الآية أنها في مقام المدح ، فيكون تصديق المؤمن بما هو تصديق المؤمن محبوباً خصوصاً مع اقترانه بتصديقه له تبارك وتعالى ، ومن المعلوم أن تصديقه تعالى لازم ، فكذا ما بعده من تصديق المؤمنين ، فدلت الآية المباركة على حجية قول المؤمن. قال شيخنا الأعظم (قده) بعد ذكر
__________________
(١) سورة التوبة ، الآية ٦١.