الأول (١) : أنه قد مر (٢) أن مبنى دعوى الإجماع غالباً هو اعتقاد الملازمة عقلا ، لقاعدة (٣) اللطف ، وهي باطلة (٤)
______________________________________________________
تنبيهات مبحث الإجماع المنقول
بطلان الطرق المتقدمة لاستكشاف رأى الإمام
(١) المقصود من عقد هذا الأمر الإشارة إلى بطلان الطرق المتقدمة لاستكشاف قول المعصوم عليهالسلام من الإجماع ، ولا يخفى أن غالب ما ذكره في هذا التنبيه تكرار للمباحث المتقدمة ، والمختص بذكره هنا بيان بطلان قاعدة اللطف التي هي مستند الشيخ وأتباعه كما سيأتي توضيحه عن قريب.
(٢) يعني : في قوله : «لكن الإجماعات المنقولة في ألسنة الأصحاب غالباً مبنية على حدس الناقل أو اعتقاد الملازمة عقلا».
(٣) تعليل لقوله : «اعتقاد الملازمة عقلا».
(٤) ووجه بطلانها ـ كما عن السيد المرتضى (قده) ويظهر من غيره أيضا ـ : إما كوننا نحن السبب في غيبته عليهالسلام والحرمان عن فيوضاته وتصرفاته ، فلا يجب عليه اللطف حينئذ ، بل يجب علينا رفع المانع عن غيبته عجل الله تعالى فرجه إذ لا دليل على وجوب بيان الأحكام عليه بغير الطرق المتعارفة ، ومن المسلم تحقق ذلك ، فالاختفاء عرض بسوء أعمالنا ، ولذا قيل : «وجوده لطف وتصرفه لطف آخر وعدمه منا». وأما وجوب اللطف عليه صلوات الله عليه فانما هو فيما إذا كانت المسألة المجمع عليها من الأحكام الفعلية المنجزة ، وأما إذا لم تكن كذلك ، كما إذا كان هناك مانع عن فعليتها وتنجزها ، أو كان الحكم الواقعي من غير الأحكام الإلزامية ، فلا دليل على وجوب اللطف عليه عليهالسلام حينئذ ، وبعد بطلان قاعدة اللطف لا تكون دعوى الإجماع من جهة المسبب