حجيته بلا ريب في تعيين (١) حال السائل ، وخصوصية (٢) القضية الواقعة المسئول عنها ، وغير ذلك (٣) مما له دخل في تعيين مرامه عليهالسلام من كلامه.
وينبغي التنبيه على أمور
______________________________________________________
(١) هذا وقوله : «بلا ريب» متعلقان بقوله : «حجيته».
(٢) معطوف على قوله : «تعيين» وحاصله : أن قول الراوي حجة في الواقعة التي سأل حكمها عن الإمام عليهالسلام ، كما إذا سأل عن حكم الفأرة التي وقعت في بئر كذا ، فأجابه الإمام عليهالسلام بنزح ثلاث دلاء منها ، فانه لو لم يكن قول الراوي حجة في إثبات الواقعة المسئول عنها لم يمكن استفادة الحكم الشرعي من كلامه صلوات الله عليه أصلا ، فالأسئلة الواقعة في الروايات دخيلة في إثبات الحكم الشرعي.
(٣) كما إذا أخبر الراوي المضمِر للخبر بقوله : «سألته» بأن مقصودي هو الصادق عليهالسلام مثلا ، فان هذا الخبر ليس تمام الموضوع للحكم الشرعي كما هو واضح ، ولكنه دخيل في تعيين مرام السائل ، هذا إذا كان ضمير «مرامه» راجعاً إلى السائل.
وأما إذا أريد به الإمام خصوصاً بقرينة تعقيبه برمز عليهالسلام كما في بعض النسخ ، فهو كما إذا قال عليهالسلام : «المستطيع يحج» فسأل الراوي : «ما الاستطاعة؟» ففسرها الإمام عليهالسلام بالزاد والراحلة وتخلية السرب وغيرها فان في هذه الرواية خصوصية معينة لمرام الإمام من موضوع الحكم أعني المستطيع.