وثانياً : أنه (١)
______________________________________________________
(١) الضمير للشأن ، والأولى بسوق العبارة أن يقال : «وثانياً ان المراد ... إلخ» وكيف كان فهذا ثاني إيرادي الشيخ الأعظم قال : «وثانياً : أن المراد من التصديق في الآية ليس جعل المخبر به واقعاً وترتيب جميع آثاره عليه ، إذ لو كان المراد به ذلك لم يكن أذن خير لجميع الناس ... إلخ» وتوضيحه : أن المطلوب في حجية خبر الواحد هو ترتيب جميع الآثار الشرعية ـ المترتبة على المخبر به واقعاً ـ على اخبار الثقة أو العادل سواء كانت ضرراً على المخبر أم نفعاً له ، وحينئذ فإذا أريد من التصديق غير هذا المعنى لم يكن مرتبطاً بحجية الخبر. وفي المقام حيث ان الآية الشريفة تدل على أنه صلىاللهعليهوآله أذن خير لجميع المؤمنين ، لدلالة الجمع المحلى باللام على العموم ، فلا يمكن إرادة جميع الآثار من التصديق ، إذ لو أريد منه ذلك لما كان هو صلىاللهعليهوآله أذن خير لجميع الناس بل أذن خير لخصوص المخبر ، مثلا إذا أخبره شخص بأن بكراً شرب الخمر ، فان التصديق المطلوب في حجية الخبر هو ترتيب آثار الصدق على اخباره ، بأن يجري على بكر حد شرب الخمر ، ومن المعلوم أنه ليس خيراً لبكر ، بل هو خير للمخبر فقط ، لتصديقه. ويؤيد إرادة هذا المعنى بل يدل عليه ما عن تفسير العياشي عن الصادق عليهالسلام من تعليل تصديق المؤمنين بقوله : «لأنه صلىاللهعليهوآله كان رءوفاً رحيماً بالمؤمنين» (١) ، حيث ان الرأفة بجميع المؤمنين تنافي قبول قول أحدهم على الآخر بمعنى ترتيب الآثار على قوله وان أنكر المخبر عنه وقوع ما نسب إليه ، فمع الإنكار لا بد من تكذيب أحدهما ، فلا يكون أذن خير للجميع.
وبالجملة : فالمراد من التصديق بالنسبة إلى المؤمنين هو التصديق الصوري
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ج ٢ ص ٢٣٧ الحديث ٢٢٠ عن تفسير العياشي.